يُظهر البيتكوين مؤشرات واضحة على الاستقرار مع بدء تراجع الضغوط الاقتصادية الكلية، إذ يرى خبراء السوق أن العملة الرقمية الرائدة قد تكون بلغت أدنى مستوياتها بعد فترة طويلة من التراجع. فقد ارتفع سعر البيتكوين بنسبة تقارب 2% خلال 24 ساعة، مسجلًا أعلى مستوى له عند 109,405 دولارات أميركية، مما دعم انتعاشًا طفيفًا في سوق العملات الرقمية الأوسع، وفقًا لبيانات CoinGecko.
وفي هذا السياق، قال بيتر تشونغ، رئيس قسم الأبحاث في Presto Research، لموقع Decrypt: “أعتقد أن البيتكوين قد وصلت فعلًا إلى قاعها، وأتوقع أن تكون الحركة التالية صعودية أكثر من كونها هبوطية”.
يأتي هذا التفاؤل عقب التحول الحذر في نبرة الاحتياطي الفيدرالي الأميركي الأسبوع الماضي، حيث أشار رئيسه جيروم باول إلى أن مرحلة التشديد الكمي تقترب من نهايتها، مع احتمال بدء تخفيض أسعار الفائدة قريبًا. هذا التوجه، إن تحقق، قد يُخفف من قيود السيولة ويُعيد بعض الزخم إلى الأصول عالية المخاطر مثل العملات الرقمية.
وفي موازاة ذلك، تُتابع الأسواق باهتمام التطورات المتعلقة بالعلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، حيث يُتوقّع أن تهدأ حدة التوترات مع اجتماع وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت ونائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينغ في ماليزيا هذا الأسبوع. ويأتي هذا اللقاء بعد موجة تصفية تاريخية شهدتها الأسواق في وقت سابق من الشهر نتيجة تصاعد الخلافات التجارية بين البلدين.
من جانبه، أيّد شون داوسون، رئيس قسم الأبحاث في Deriv، وجهة نظر تشونغ، لكنه دعا إلى الحذر من المخاطر المستمرة. وقال لموقع Decrypt: “ربما نكون أمام قاع محلي حاليًا، فخفض أسعار الفائدة يدفع المستثمرين نحو الأصول ذات المخاطر الأعلى مثل العملات الرقمية. ومع ذلك، فإن أي تصعيد جديد في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين قد يُعيد الضغط على السوق”.
هذا ويرتبط مستقبل البيتكوين وسوق العملات الرقمية ككل ارتباطًا وثيقًا بنتائج تقرير التضخم المرتقب يوم الجمعة، إلا أن مصادر تحدثت إلى Decrypt أكدت أن نتائج المفاوضات التجارية بين واشنطن وبكين سيكون لها التأثير الأكبر على معنويات المستثمرين.
وأوضح داوسون أن “البيتكوين شديدة الحساسية لهذه المحادثات، إذ جاءت أكبر تحركات الأسعار هذا العام عقب إعلانات تتعلق بالتعريفات الجمركية.” وأضاف أن التوصل إلى تسوية إيجابية سيُعزز الأمل في ارتفاع جديد للأسعار.
وفي ما يتعلق بالتوقعات المستقبلية، يرى داوسون أن خطة الاحتياطي الفيدرالي لإنهاء التشديد الكمي وتقليص الميزانية العمومية للبنك المركزي “ستُعزز أداء البيتكوين”، مشيرًا إلى أن عودة السيولة للأسواق تُشكّل بيئة أكثر ملاءمة للأصول ذات الطابع المضاربي.
وبحسب متداولي السندات، من المنتظر أن يُعلن الاحتياطي الفيدرالي عن خفضٍ بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماعه الحاسم المقرر عقده في 29 أكتوبر. ويرى داوسون أن خفض الفائدة بمقدار أكبر من المتوقع سيكون إشارة إيجابية قوية لحركة البيتكوين، لكنه أشار إلى أن تأثير هذا التغيير سيظهر تدريجيًا على المدى المتوسط، ربما مع بداية الربع الأول من العام المقبل.